الأمين والمـأمون..!!
المأمون يبكي أخاه لكن أوان الندم فات، رأس الأمين في بلاط المأمون ودماؤه في يدي وزيره!!
كانت خلافة عباسية أخذت من الأمويين بالدم وتوارث بعض خلفائها الدم والخلاف!هارون الرشيد كأي خليفة عهد بولاية العهد لأكبر أبنائه وكان المأمون لها..
الأمين من أم وأب هاشميان! أمر لم يجتمع لخليفة غيره إلا علي بن أبي طالب من قبله وابنه الحسن!
المأمون يتيم الأم ..فارسية كانت! لكنها رحلت بعيد ولادته...
لم تقبل أم الأمين " الهاشمية " أن يتولى المأمون ولد " الفارسية " ولاية العهد، فابن الهاشميين أولى!
قبل هارون الرشيد .. خالف العقل والمنطق ليوافق الهوى..هوى زبيدة بنت جعفر!على أن تكون ولاية العهد حينهاللمأمون بعد أخيه..
مات الرشيد .. تولى الأمين وعزل المأمون عن ولاية العهد ! بتشجيع من وزير هواه " الفضل بن الربيع"
وإيغالاً من الأمين في لجةالباطل أسند ولاية العهد لابنه موسى (الرضيع)!
وتحول نزاع الإخوة إلى نزاع عرب وفرس حين نكث الأمين عهد والده وولى ابنه الرضيع!
خمس سنوات والأمين لاهٍ عن مهام ولايته وزمام الأمر بيد الفضل بن الربيع، ودارت رحى الحرب بين الأمين والمأمون .. بين عرب وفرس .. هزم جيش الأمين وجيء برأسه إلى بلاط المأمون ..فغضب!
غضب حين صار الدم ماءً! وانتقم من قاتل أخيه...
هكذا دار الزمن دورته وعاد حق الخلافة للمأمون ولكن ..ماذا لو كان غير ذلك ؟!
تحليلي للواقعه اعتماداً على عناصر وأمراض التفكير الموضوعي :
* اتباع الهوى: موافقة الرشيد هوى زبيدة ، موافقة الأمين هوى نفسه ووزيره في توليه ابنه الرضيع
* عدم معرفة حدود الذات (الجرأةوالتوقح) : عزل الأمين لأخية من ولاية العهد وتولية (طفل رضيع)
*الأبائية والدعوى بدعوى الجاهلية : تفضيل زبيد لتولية الأمين لأنه هاشمي الاب والام ودأبها لعزل المأمون
*التخلي عن المسؤولية: عدم معارضة الرشيد لهوى زوجته بل اتباعه لها وهو مسؤول! ،
تخلي الأمين عن مسؤوليات الخلافة والإنشغال عنها بهواياته ومهامه الشخصية وترك الأمر لوزيره الفضل بن الربيع حتى دارت رحى الحرب بينه وبين أخيه!
ترك الأمر من قبل الأمين والمأمون لجماعة كل منهما وعدم أخذهما الأمر بقوة حتى صار صراعاً بين عرب وفرس!
* الذاتية: وجعل أمر الخلاف مرتبطاً بذات كل من الأمين والمأمون لا بالأحق والأكفأ! فصارت ذات هاشمي الأبوين أولى!
* الإجحاف (عدم الإنصاف): عدم الإعتراف بحق الآخرين وتميزهم فزبيدة لم تعترف بحق المأمون في الخلافة والأمين كذلك لم ينصف أخاه من نفسه وعزله للمأمون وتولية رضيعه!
لو أن الحق عاد بغير فتنة!
قد يرى البعض أن المأمون كان أولى بالخلافة وعاد الحق له ..المهم أن الحق عاد!
لكن ألم يكن من الأولى ان يعود الحق بالحق لا بالفتنة!
مــاذا لــو!
* عارض الرشيد اقتراح زبيده (متجرداً من الهوى،نابذاً للآبائية,متحملاً للمسؤولية) مبدياً أسبابه العقلانية أن المأمون هو الأكبر فهو الأولى بولاية العهد ،وأن كليهما أبناؤه لا تمايز بينهما ولا فضل!
لكانت ماتت الفتنة بأرضها ولما كانت زبيدة فجعت بولدها..
بل .. ماذا لو نبذ الملك العضوض كلية! وعهد بالأمر للشورى بين العلماء وكبار المسلمين ليختاروا خليفة!
لما استرسل الملك العضوض ولعادت خلافة راشدة من جديد ..ربما!!
* أوفى الأمين بعهد والده وأبقى المأمون ولي عهده (منصفاً لأخيه ، متحملاً للمسؤولية، مبتعداً عن الذاتية،وعارفاً لحدود ذاته غير متجرئ).. وأنصف أخاه إن لم يكن بتنازله له عن الخلافه فعلى الأقل حفظ ولاية العهد له
حينها إن لم يكن سيرضى المأمون فعلى الأقل ما كان ليدخل حرب مع أخيه أو ينصاع لغضبة الخرسانيين
* أخذ كل من الأمين والمامون امانة (المسؤولية) على عاتقهما ولم يوكلا أمر النزاع لوزيريهما
لما هان الدم ولراعى كلا الأخوان عهد أخيه وأبيه .. بدليل انتقام المأمون وثأره من قاتل أخيه الطاهر بن الحسين الخزاعي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق