الأحد، 20 مايو 2012

تــاء تأنيث متعبة ..


" من يملك حق وأد أحلام البنات؟
ومن قال أن البنت ليس من حقها أن تحلم؟ بل من حقها.. وينبغي أن يتحرك المجتمع لتسهيل تحقيق تلك الأحلام المشروعة
ماذا يكسب مجتمع يكسر أحلام بناته ويقايض الأمومة بالحلم الشخصي؟ ويؤطّر لذلك بالتدين والتقوى؟
من قال أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - حرَم النساء من الحلم أو العلم أو العمل؟ بل حتى حلم الجهاد والموت في سبيل الله براً وبحراً..ولو كان لديهم طائرات في العصر الإسلامي الأول لكان جواً أيضاً..
فالأولى بنا اليوم أن ندفع البنات للحلم بالحياة في سبيل الله، وهو سبيل واسع يسع أحلام الأمومة والتفوق والسفر والعمل والدراسة، فإن تعقدت الأمور فالفتاة والمرأة قادرة على تحديد الأولويات واختيار تأجيل بعض الأحلام
"
د.هبةرؤوف

لا أملك ما أقول بعد مقالة الرائعة د.هبة ..لكن قضية تاء التأنيث المؤمنة باتت معضلة بين غرب حاقد وشرق حذر خائف!
حتى صارت تاء تأنيث متعبة..
ويذكرد.عبدالكريم بكار في كتابه هي هكذا أن 80% من مجهودات إصلاح المرأة بذلت في قضايا معينه كالحجاب والإختلاط وشروط ممارستها للعمل واثبات حقها في الإسلام ! بينما 20% فقط وجهت في تنمية المرأة وزجها في خضم الحركة الإجتماعية

تاء التأنيث المؤمنة وبدعوى التدين همشت..وخسرتها ساحات العمل العام والبذل وفي المقابل كسبتها الأسواق والنوادي!
حتى أن أمور النساء قلما نجد تاء تأنيث متميزة فيها! رواد التغيير وقادة العمل العام كلهم  رجال! ولا عزاء لتاءات التأنيث


هنا أحاول أن أفهم لماذا تم تهميشنا اعتماداً على تحليل الأمر بنوع من الموضوعيه!

*عدم معرفة حدود الذات (الجرأة والتوقح) : صار كثير من الرجال وحتى النساء يتجراون على حقوق النساء بل نبذ إمكانات المرأة وجعلها تابعة للرجل في كل شيء حتى أنهم صاروا يقسمون لها نصف ما للرجل في أي شيء!
* الآبائية : كثير من الأشخاص حصروا طموحاتهم في رداء أجدادهم فصار جل طموح المرأة أن تعيد زمن جداتها! بل وكثير من الرجال يمنع نساؤه حقوقهن بحجة أنها ما كانت للسابقين ولو كانت حقوق!
* عدم الإنصاف : مثلاً الإسلام أثبت للمرأة حقوق كــ حق البروز الإجتماعي.. فنجد اليوم من يجحف بحق المرأه ويرى أنها لا تقدر على ذلك لضعفها ولأنها " عورة " ولا بد من من تسترها!
*التصلب وعدم المرونة : الإسلام خاطبها بخطاب الرجل وكلفها بذات التكاليف لكن التصلب يجعل المجتمع يعامل المرأة وكأنها كائن مختلف ولا يترك لها مساحة الحرية المتروكة لها أصلاً.. كما في مسألة السفر مثلاً بعض المذاهب تجيز سفرها بدون محرم فلما القيد وتصلب الفكر!
* عدم التثبت والظن : في كثير من القضايا التي تخص المرأة كثيراً ما يؤخذ الأمر هكذا دون تثبت ودون مراجعه ويطلقون أحكاماً دون التبين كمثل " ذكر اسم امرأتك منافياً للمروءة " فصار اسمها عورة ! وصار ذكره منافياً للمروءة ويكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل "إنها صفية " "إنهن لصويحبات خديجة" " عائشة " !!
* اتباع الهوى : قد يمنع رجلاً زوجته من دراسة أو يمنع أخ أخته من عمل بدون وجه حق إلا أنه اتباع هوى وانه يرى في علمها وعملها إستقلالية تؤذي (ضعفه)
* التجرد من المسؤولية : حين يتجرد هو من مسؤوليته وحين يتجرد المجتمع كذلك يكون لزاماً على تاء التأنيث أن تلعب كافة الأدوار لتظل تاء تأنيث مؤمنة لكن حينها ستكون (متعبة) .. فمثلاً من مسؤوليات الرجل غض البصر لنصل إلى مجتمع ناضج .. وعدم أداء الرجل له يجعل البعض يجبر المرأة مثلاً على النقاب ! ليسد خلل عدم غض البصر لدى الرجل
* التغافل عن الحقائق : من الحقائق أن المرأة لها كل ما للرجل من تعلم وعمل وحق بروز اجتماعي وذمه مالية خاصة وطموح وأهداف وتحقيقهما وقيادة سيارة وطائرة لو أرادت ولعادات اجتماعية حتى لا قانون صادر بها منعت المرأة في كثير من الأحيان من كل هذا !


مــاذا لــو!!

*عرف الرجل والمجتمع حدود ذاته: سيستفيد كل المجتمع من إنجازات المرأة بل وستعطي فيما يجب أن تعطي فيها فبدل أن تتلقفها الأسواق ستحتضنها ساحات العمل التطوعي والعام
*تثبت المجتمع من أدلته : لما اتهم أحدهم بانعدام المروءة لذكر اسم زوجته علانية, ولما أجبر المجتمع المرأة على لون معين بحجة أنه لباس العفيفات
*نبذ المجتمع آبائيته: لكان لدينا الآن الكثير من رائدات العمل الإسلامي التي تحتاجهن الساحة ولسددنا حاجة المجتمع ولواجهنا الحركات النسوية ودعاة التحرر!
*أنصف المجتمع بناته ونسائه: لما كنا نعاني من ضعف وهشاشة الجيل لأن القائمه عليه أخذت حقها فأدت ما عليها
*تحمل كل فرد مسؤوليته : لأتيح للمرأة فرص أكبر ودعم أفضل لمجتمعها وبيتها وأحلامها وطموحها
*تجردنا من الهوى : لساند كل المجتمع المرأة على البذل له ومن أجله لا أن يقصيها ويعمل على تهميشها
*تعاملنا مع الحقائق : لأدركنا أن قوة صفية بنت عبدالمطلب لم تكسر أمومتها..وأن شجاعة أسماء بنت أبي بكر لم تنسها غيرة الزبير
وأن نسيبة بنت كعب قدمت نفسها وولداها وأنها كانت في "بيعة النساء" وأختها..
لو فعلنا أياً من هذا فستكسب الدعوة الكثير من تاءات التأنيث المؤمنه بعد أن أتعبها التهميش بحججه الواهية !!

ولـــــدا هـــارون اقتتلا!!


الأمين والمـأمون..!!
المأمون يبكي أخاه لكن أوان الندم فات، رأس الأمين في بلاط المأمون ودماؤه في يدي وزيره!!
كانت خلافة عباسية أخذت من الأمويين بالدم وتوارث بعض خلفائها الدم والخلاف!هارون الرشيد كأي خليفة عهد بولاية العهد لأكبر أبنائه وكان المأمون لها..
الأمين من أم وأب هاشميان! أمر لم يجتمع لخليفة غيره إلا علي بن أبي طالب من قبله وابنه الحسن!
المأمون يتيم الأم ..فارسية كانت! لكنها رحلت بعيد ولادته...
لم تقبل أم الأمين " الهاشمية " أن يتولى المأمون ولد " الفارسية " ولاية العهد، فابن الهاشميين أولى!
قبل هارون الرشيد .. خالف العقل والمنطق ليوافق الهوى..هوى زبيدة بنت جعفر!على أن تكون ولاية العهد حينهاللمأمون بعد أخيه..
مات الرشيد .. تولى الأمين وعزل المأمون عن ولاية العهد ! بتشجيع من وزير هواه " الفضل بن الربيع"
وإيغالاً من الأمين في لجةالباطل أسند ولاية العهد لابنه موسى (الرضيع)!
وتحول نزاع الإخوة إلى نزاع عرب وفرس حين نكث الأمين عهد والده وولى ابنه الرضيع!
خمس سنوات والأمين لاهٍ عن مهام ولايته وزمام الأمر بيد الفضل بن الربيع، ودارت رحى الحرب بين الأمين والمأمون .. بين عرب وفرس .. هزم جيش الأمين وجيء برأسه إلى بلاط المأمون ..فغضب!
غضب حين صار الدم ماءً! وانتقم من قاتل أخيه...
هكذا دار الزمن دورته وعاد حق الخلافة للمأمون ولكن ..ماذا لو كان غير ذلك ؟!


تحليلي للواقعه اعتماداً على عناصر وأمراض التفكير الموضوعي :


*
اتباع الهوى: موافقة الرشيد هوى زبيدة ، موافقة الأمين هوى نفسه ووزيره في توليه ابنه الرضيع
* عدم معرفة حدود الذات (الجرأةوالتوقح) : عزل الأمين لأخية من ولاية العهد وتولية (طفل رضيع)
*الأبائية والدعوى بدعوى الجاهلية : تفضيل زبيد لتولية الأمين لأنه هاشمي الاب والام ودأبها لعزل المأمون
*التخلي عن المسؤولية: عدم معارضة الرشيد لهوى زوجته بل اتباعه لها وهو مسؤول! ،
 تخلي الأمين عن مسؤوليات الخلافة والإنشغال عنها بهواياته ومهامه الشخصية وترك الأمر لوزيره الفضل بن الربيع حتى دارت رحى الحرب بينه وبين أخيه!
ترك الأمر من قبل الأمين والمأمون لجماعة كل منهما وعدم أخذهما الأمر بقوة حتى صار صراعاً بين عرب وفرس!
* الذاتية: وجعل أمر الخلاف مرتبطاً بذات كل من الأمين والمأمون لا بالأحق والأكفأ! فصارت ذات هاشمي الأبوين أولى!
* الإجحاف (عدم الإنصاف): عدم الإعتراف بحق الآخرين وتميزهم فزبيدة لم تعترف بحق المأمون في الخلافة والأمين كذلك لم ينصف أخاه من نفسه وعزله للمأمون وتولية رضيعه!



لو أن الحق عاد بغير فتنة!

قد يرى البعض أن المأمون كان أولى بالخلافة وعاد الحق له ..المهم أن الحق عاد!
لكن ألم يكن من الأولى ان يعود الحق بالحق لا بالفتنة!


مــاذا لــو!


 * عارض الرشيد اقتراح زبيده (متجرداً من الهوى،نابذاً للآبائية,متحملاً للمسؤولية) مبدياً أسبابه العقلانية أن المأمون هو الأكبر فهو الأولى بولاية العهد ،وأن كليهما أبناؤه لا تمايز بينهما ولا فضل!
لكانت ماتت الفتنة بأرضها ولما كانت زبيدة فجعت بولدها..
بل .. ماذا لو نبذ الملك العضوض كلية! وعهد بالأمر للشورى بين العلماء وكبار المسلمين ليختاروا خليفة!
لما استرسل الملك العضوض ولعادت خلافة راشدة من جديد ..ربما!!
* أوفى الأمين بعهد والده وأبقى المأمون ولي عهده (منصفاً لأخيه ، متحملاً للمسؤولية، مبتعداً عن الذاتية،وعارفاً لحدود ذاته غير متجرئ).. وأنصف أخاه إن لم يكن بتنازله له عن الخلافه فعلى الأقل حفظ ولاية العهد له
حينها إن لم يكن سيرضى المأمون فعلى الأقل ما كان ليدخل حرب مع أخيه أو ينصاع لغضبة الخرسانيين
* أخذ كل من الأمين والمامون امانة (المسؤولية) على عاتقهما ولم يوكلا أمر النزاع لوزيريهما
لما هان الدم ولراعى كلا الأخوان عهد أخيه وأبيه .. بدليل انتقام المأمون وثأره من قاتل أخيه الطاهر بن الحسين الخزاعي ..

الأحد، 6 مايو 2012

لن أعيش في جلباب أبي!


قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ
جلابيب أباؤنا ليست بالضرورة أن تكون مهترئة لنخلعها عنا لكنها حتماً ضيقة..!!
ربما هي من الكتان .. وزمان الكتان ولى !
لا يلزمنا أبداً أن نرتدي ذاك الجلباب المرقع ببعض أفكار سابقينا, ليس  تنكراً ولاإسقاطاً لدور من علمونا وإنما إعمالاً لعقل مُنِحنَاه ليعمل!! !!ألا يجدر بنا أن نحيك ثوباً بأفكارنا .. وأن ننشغل بتجميل ثوبنا الخاص بنا ولو كان بنفس الخامات غير أنه نتاج أفكارنا نحن؟! ونتاج إبداعنا نحن !
فعلها سيدي الحسين أولا نفعلها نحن!!
كان بإمكانه أن يظل تحت عباءة والده وأخيه رضي الله عنهما وفكرة التنازل كان من المشروع له بل ومن المتوقع أن يقول لست بخير منهما!! لكنه انسلخ عن السائد لأن مقام الحال تغير وللمرء عقل به يزن , فسن ثورة حسنة لتأتي ثوراتنا من وحي ثورته..
ولو أن فاتح القسطنطينية ظل يفكر بطريقة عشرة قادة قبله لما كان نعم الأمير!
وزينب العقيلة لو تخندق فكرها في محنة كربلاء لما نجى علي ابن الحسن ولما جاء نسل الحبيب الهاشمي منه
ولسنا بعيدين أبداً عن شباب ثار على مؤامرة “وجدنا عليه أباءنا”..شباب فعل فعلة حق عند سلطان جائر ولم يكتفي كآبائه بالقول! شباب كسر أسوار السجن .. لم يكتفي كآبائه بجهاد أناشيد المحنة..
خرج عن نمط سابقيه ملء الميادين وأسقط عروش الطغاة..
كثيرون من شباب الحركات والتيارات يسلمون عقولهم لقياداتهم ربما ثقة-لكنها عمياء!- أوانتقاص ذات وربما اتباع مخافة ابتداع وكثيراً لأننا أعداء ما نجهل وأحياناً مؤامرة الكبرياء في الأرض وبهن جمود العقل يكون وما نحويه في صندوق رأسنا لن يكون حينها غيركتلة دهن!!
بالطبع ليس الحل أن نجتث الجذور خاصة لو أن الأشجار طيبة كقيادات العمل الإسلامي مثلاً..ولكن من حقنا أن نتمردوبكل ود!
من حقنا أن نعالج ثقتنا في قياداتنا بدواء الحجة وإعمال العقل لتبصر, ومن حقنا أن نقيم ذواتنا حق مقامها فهي تستحق..
ومن حقنا أن نبدع مادمنا لا نبتدع وأن نجرب ما جهلنا مادمنا لم ننفلت من الاية والحديث وفرض العين علينا أن نواجه مؤامرة الكبرياء في الأرض وأن نجتث جذور من اتخذوا”الآبائية” علة لحجب النور عن العقول وإغلاق القلوب..
ومن حقي خاصة وأني”تاء تأنيث مؤمنة” أن لا أتدثر برداء جدتي.. وألا أقبل بفرض وصاية مجتمعية لم يفرضها علي ديني إنما هي أعراف باليه!! من أين جاء مجتمعي بفكرة إستضعافي!وأني لاأصلح إلا لمهام إدارة المنزل!من أين جاؤوا بقانون منعي من أبسط حقوقي كما منعني الجاهليون حق الحياة!
سأُسمع صوتي من ظن أنه عورة ..وسأُجبر من ظنني سلعه أن لايخاطب فيّ إلا العقل..وأعلم يقيناً أنني سأهاجم ..ولكن هذا قدر تاءات التأنيث .. المؤمنات منها !!
وأخيراً..
لنخرج من جلابيبهم .. لنخرج ولنترك الباقي لأفكارنا فنصيبها من الحياة بقدر ما نعطيها من إيمان ,ربما نخطئ ..لكن بالإيمان كل الأخطاء تصحح وتقوم ..
كن عزيز فكرتك حينها فقط ستثمر العقول العجاف !!




وليدي الأول على يقظة فكر..
بتاريخ 13\4\2012